أخبار عربية وعالمية

مفتي أستراليا د. إبراهيم أبو محمد: تصريحات وزير الهجرة دايتون والخاصة بالمهاجرين اللبنانيين تطور جديد في ممارسة العنصرية

كتب : أحمد نورالدين
أعلن مفتي أستراليا سماحة العالم الأزهري الأستاذ الدكتور إبراهيم أبو محمد، في بيان له أن تصريحات الوزير بيتر دايتون الأخيرة والخاصة بالمهاجرين اللبنانيين في السبعينيات من القرن العشرين، وبخاصة المسلمين، وبشكل أخص أهل السنة، تصريحات محملة بكثير من العنصرية التي يمكن أن تترتب عليها كثير من المخاطر.
وأضاف أنه بتحليل هذه التصريحات نجد أنها احتوت ثلاث خطايا:
الخطيئة الأولى: هي ذكر الخلفية للمهاجرين وتخصيصها بـ”اللبنانيين”، وفي هذا نوع من التمييز العنصري.
والخطيئة الثانية: هي ذكر “الدين” وهذا نوع من التمييز الديني.
والخطيئة الثالثة: هي تحديد المذهب بكلمة “سني” وهذا تمييز طائفي.
ولفت المفتي العام للقارة الأسترالية د. إبراهيم أبو محمد إلى أن تحميل المهاجرين الأوائل بعض أخطاء أحفادهم من الجيل الثالث أو الرابع ليس من العدل ولا من الإنصاف؛ لأنه إذا كانت قلة قليلة من الأحفاد قد أخطأت فإن كثيرا منهم قد تفوق وأجاد وقدم للوطن كثيرا من الخدمات وأسهم في البناء وفي إنعاش الحياة وإثرائها في أستراليا، وكان منهم الأطباء النوابغ، والمهندسون المتفوقون، والمحامون البارعون، ورجال الأعمال الناجحون… وغيرهم كثير، وللبنانيين حضور مميز في شتى المهن والتخصصات فلماذا لا تتم النظرة والتركيز إلا على الجانب السلبي فقط؟!.
وقال مقتي أستراليا د. أبو محمد ومن المعلوم أن أستراليا تعاني من جرائم مختلفة بعضها في المخدرات وبعضها في العنف العائلي، وجرائم العنف العائلي بالذات تجاوزت عشرات الآلاف فهل يمكن أن نرجع أسباب هذا العنف لجنس أودين أو مذهب أجداد الجناة الذين مارسوا هذا العنف…؟!.
ومن العجيب أن يقول السيد الوزير في حديثه: أنا لا أريد أن أسيئ إلى الجالية اللبنانية، ونحن نشكره على هذه النية، ولكنه أساء فعلا، أساء لها جنسا، وأساء لها دينا، وأساء لها مذهبا، ونحن نعتقد أن أستراليا بتعدديتها الثقافية والدينية تحتاج من السيد دايتون خطابًا معتدلا ليسهم به في بناء الجسور وليس عزل جالية بذاتها واتهامها.
وأكد الدكتور إبراهيم أبو محمد مفتي أستراليا: “أن المهاجرين اللبنانيين الذين تحدث عنهم من جيل الآباء، كانوا في حاجة إلى كلمة إشادة وتقدير؛ لما قدموه لأستراليا من أعمال مشرفة ومحترمة، ولِما قاموا به من جهد في تربية أولادهم حتى حققوا تلك النجاحات الباهرة”.
وإذا كانت القلة القليلة التي ذكرها الوزير دايتون وكانت سببا في تصريحاته قد خرجت عن جادة الطريق فليتذكر السيد دايتون أن هؤلاء ولدوا هنا، وتربوا هنا في استراليا، وليتذكر أيضا أن الجالية كلها ليست راضية بهذا الانحراف، وأنها رافضة لأي تصرف يعكس أو يضر بأمن الوطن واستقراره، وقد عبرت قيادتها عن ذلك بوضوح وصراحة وبذلت وتبذل قصارى جهدها لتصحيح أفكار هؤلاء بالتعاون مع كل الجهات المسؤولة، فلماذا نُحمِّل الجالية بجنسيتها ودينها وحتى مذهبها مسؤولية نزق بعض المراهقين؟!.
وتساءل مفتي أستراليا في بيانه: هل راجع السيد دايتون سجل الجرائم المختلفة وعرف جنسيات أجدادهم وأرجع أسباب النزوع إلى الجريمة لدين ومذهب أجدادهم الذين هاجروا إلى هنا من قبل كما فعل مع اللبنانيين المسلمين السنة ؟ أم أن هذا التصنيف العنصري خاص بالمسلمين وحدهم؟ أحسب أن أعظم الدروس المستفادة التي يجب أن يتعلمها السيد دايتون أن يتذكر ثلاثة أمور مهمة:
الأمر الأول: أن الجميع هنا مهاجرون، وأنهم جميعا بما فيهم أجداد السيد دايتون وأسرته ضيوف على أصحاب الأرض الحقيقيين “الأبروجينيز”.
الأمر الثاني: أن السيد دايتون أضاف تطورا جديدا في ممارسة العنصرية يستحق أن يأخذ عليه براعة اختراع وهو “محاكمة الأجداد بأخطاء قلة من أحفادهم، بينما نتغافل عن الأحفاد الناجحين الذين أجادوا وأحسنوا”. وكان يجب عليه أن يتحلى بميزة الإنصاف والعدل، وأن يمتلك القدرة والشجاعة ليتذكر فضائل الآخرين الذين أسهموا في بناء أستراليا، وخدموا هذا البلد تماما، كما خدمها أجداده وكان وجودهم إضافة ثقافية وعلمية وعملية.
الأمر الثالث: أننا نحترم الناخبين في دائرتك الذين منحوك أصواتهم لتكون نائبا في البرلمان، كما نحترم قرار قيادة الحزب الذي اختارك لتكون وزيرا، وواجبنا كمواطنين أستراليين نحب هذا البلد، ونحرص على أمنه وسلامته، أن نتعاون معك لتنجح في مهمتك كوزير للهجرة، وننصحك لكي تنجح أن تتذكر أهم الدروس الذي يجب أن تتعلمها، وفي مقدمتها أن تتعلم كيف تتحرر من التعصب والعنصرية والكراهية.

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »